من نوادر العرب
كان أحد الأشخاص الذين لا ينطقون حرف الراء بسهولة (ألدغ بلغة اليوم) قد اعتاد أن يجلس فى مجلس الخليفة ، وكان شهيرا بقوة لغته وعظيم حجته.
وذات يوم أراد بعض حساده أن يضعوه موضع الحرج ، فقالوا للخليفة لمَ لا نجعله ينشر خبرا حاكوه له بحيث لم تخل كلمة منه من حرف الراء .
فقالوا له : أمر أمير الأمراء وزير الوزراء بحفر بئر فى الصحراء ليشرب منه الشارد والوارد.
فصاح الرجل على الفور في الحضور : حكم حكيم الحكماء على نديم الندماء بشق جب فى البيداء، ليسقي منه الغادي والبادي!

يُروى أن رجلاً دُعي إلى حضور درس من دروس النحو، فلما حضر لاحَظَ أنهم “أي النحاة” يقولون في أمثلتهم:”جاء زيدٌ”، “ضرب زيدٌ عمرًا”، “حدَّث زيدٌ عمرًا حديثًا “.. إلخ…

فشعر بضيق من ذلك، وأنشأ يقول- على سبيل الدعابة:
لا إلى الــنَّحو جئتكم ** لا ولا فـــيــه أرغبْ
دعُــوا زيْـدًا وشَــأنه ** أينـما شـَـاء يـذهـبْ
أنا مَالي وما لامريء ** أبدَ الــدَّهر يُـضْربْ

في قصة من طرائف مضحكة مكتوبة قصيرة كتب أحدهم :

أنه كان أحد الأمراء يصلي خلف إمام يطيل في القراءة، فطلب من الأمير أمام الناس, وقال له :

لا تقرأ في الركعة الواحدة إلا بآية واحدة .

فصلّى بهم المغرب، وبعد أن قرأ الفاتحة قرأ قوله تعالى

( وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا )

وبعد أن قرأ الفاتحة في الركعة الثانية قرأ قوله تعالى

( ربنا ءاتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيرا )

فقال له له الأمير يا هذا :

طول ما شئت واقرأ ما شئت، لكن غير هاتين الآيتين .

ماأجمل لغتنا العربية ، بداخلها البيان والجمال وفي سطورها أسرار وألغاز تزيدها جمالًا فوق جمال ويزيد عشقنا لها في قصص عن طرائف اللغة العربية ، لنعلّم أطفالنا الصغار أن جمال لغتنا يكمن في جمال التعبير .